محمد صلى الله عليه وسلم
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، يعتبره المسلمون رسول الله للبشرية ليعيدهم
إلى توحيد الله وعبادته ، ويؤمنون بأنه خاتم النبيين والمرسلين ، وأنه أشرف
المخلوقات وسيّد البشر ، كما يعتقدون فيه العصمة . عند ذكر اسمه ، يُلحِق
بعض الأحيان ، لِمَا جاء في القرآن والسنة النبوية مما يحثهم على الصلاة
الإنسانية كلّها باعتباره « الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحًا مطلقًا على
المستوى الديني والدنيوي » . ترك محمد أثرًا كبيرًا في نفوس المسلمين ، حتى
كثُرت مظاهر محبّتهم وتعظيمهم له ، من ذلك الاحتفال بمولده ، واتباعهم لأمره
وأسلوب حياته وعباداته ، وقيامهم بحفظ أقواله وأفعاله وصفاته وجمع ذلك في
كتب عُرفت بكتب الحديث النبوي .
ولد في مكة في شهر ربيع الاول من عام الفيل قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة
هـ . ولد يتيم الأب وفقد أمه في سنّ مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب ثم من
بعده عمه اي حيث ترعرع ، وكان في تلك الفترة يعمل بالرعي ثم بالتجارة .
تزوج في سنِّ الخامسة والعشرين من خديجة بنت خويلد وأنجب منها كل أولاده
باستثناء إبراهيم . كان قبل الإسلام يرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية التي
كانت منتشرة في مكة . ويؤمن المسلمون أن الوحي نزل عليه وكُلّف بالرسالة
وهو ذو أربعين سنة ، أمر بالدعوة سرًا لثلاث سنوات ، قضى بعدهنّ عشر سنوات
أُخَر في مكة مجاهرًا بدعوة أهلها وكل من يرد إليها من التجار والحجيج وغيرهم .
هاجر إلى المدينة المنرة والمسماة يثرب آنذاك عام 622 م وهو في الثالثة
والخمسين من عمره بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارضوا دعوته وسعوا
إلى قتله ، فعاش فيها عشر سنين أُخر داعيًا إلى الإسلام ، وأسس بها نواة
الحضارة الإسلامية ، التي توسعت لاحقًا وشملت مكة وكل المدن والقبائل العربية ،
حيث وحَّد العرب لأول مرة على ديانة توحيدية ودولة موحدة ، ودعا لنبذ العنصرية
والعصبية القبلية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق